الاثنين، 1 نوفمبر 2010

تحقيق المكاسب من دون تنازل عن الثوابت: درس على الطريقة الهندية


منشور في موقع الإمارات اليوم

من المجالس

درس على الطريقة الهندية


استبقت الهند انطلاق دورة ألعاب دول «الكومنولث» بوضع لائحة إرشادات تدل الضيوف القادمين لمتابعة الألعاب على قواعد «الإتيكيت» الواجب عليهم اتباعها خلال فترة وجودهم على الأراضي الهندية، وعلى الرغم من مسؤوليات التنظيم، لم تغفل اللجنة المنظمة في الهند أهمية احترام الأجانب الزائرين خصوصية حياة المجتمع الهندي، وعدم خدش عادات وتقاليد وبقية عناصر النسق الثقافي في البلاد، فلم تتردد، وبالطريقة الشرقية المتواضعة والكيّسة، في عرض قائمة من الممنوعات، عدّت اللجنة القيام بها بمثابة إخلال بقواعد الحياة الهندية، ومسّ لمشاعر مواطنيها.
ممنوع العناق بين الرجال والنساء، ممنوع تبادل القبلات، لا على الطريقة الهوليوودية التي لا يحلو للكثير من الغربيين فعلها إلا في الأسواق والمرافق العامة، لكن لا يسمح حتى بالتقبيل على الخدّ عند تحية المرأة أو الفتاة البالغة داخل الهند، وممنوع ارتداء الملابس القصيرة، وكذلك ممنوع مناقشة الدين داخل البلاد. ولم يفت اللجنة الهندية المنظمة لدورة ألعاب «الكومنولث» أن تشرح لضيوفها الأجانب كيف يتصرفون إذا تلقوا دعوة للعشاء من مواطن هندي، بأخذ علبة حلوى للأطفال بدلاً من زجاجة النبيذ، وخلع الحذاء قبل دخول المنزل، وعدم وضع القدم على الأثاث، لأنه «سلوك سيئ».
بهذا القدر من الحزم كانت اللباقة في شرح «الإتيكيت» الهندي، وذلك على الرغم من توقع تنشيط قطاع السياحة، وزيادة إقبال الأجانب على الهند خلال دورة الألعاب.
فهل سيمتعض السائحون من قائمة الممنوعات الهندية، أم إنهم سيسعدهم هذا الاعتزاز الهندي بخصوصية نمط حياة الهنود وسيذهبون إلى الهند راضين بـ«القيود» التي يفرضها «الإتيكيت» النابع من العادات المحلية لهذه الدولة العظيمة؟ لو لم تكن اللجنة المنظمة لدورة ألعاب «الكومنولث» في الهند واثقة بحقها في فرض قواعد الضيافة، لما طلبت حكومتها استضافة مسابقات الدورة من الأساس.
إنه درس مجاني في كيفية تحقيق المكاسب من دون تنازل عن الثوابت.
لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه .
http://www.emaratalyoum.com/opinion/2010-10-04-1.298835
المصدر/
موقع الإمارات اليوم





ليست هناك تعليقات: